تعليم المتعلم طريق التعلم (2/ 7)
فينبغي للإنسان أن لا يغفل عن نفسه، ما ينفعها وما يضرها، في أولها وآخرها، ويستجلب ما ينفعها ويجتنب عما يضرها، كى لا يكون عقله وعمله حجة فيزداد عقوبة، نعوذ بالله من سخطه وعقوبه.
وقد ورد في مناقب العلم وفضائله، آيات وأخبار صحيحة مشهورة لم نشتغل بذكرها كي لا يطول الكتاب.
فصل في النية في حال التعلم
ثم لا بد له من النية في زمان تعلم العلم، إذ النية هي الأصل في جميع الأفعال لقوله عليه السلام: إنما الأعمال بالنيات. حديث صحيح.
[روى] عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كم من عمل يتصور بصورة عمل الدنيا، ثم يصير بحسن النية من أعمال الآخرة، وكم من عمل يتصور بصورة عمل الآخرة ثم يصير من أعمال الدنيا بسوء النية.
وينبغي أن ينوى المتعلم بطلب العلم رضاء الله والدار الآخرة، وإزالة الجهل عن نفسه، وعن سائر الجهال، وإحياء الدين وإبقاء الإسلام، فإن بقاء الإسلام بالعلم، ولا يصح الزهد والتقوى مع الجهل